إعداد: غابي سيبوني، أيرز وينر
__________________
نُشرت هذه الورقة من قبل
معهد القدس للاستراتيجيا والأمن" بتاريخ 8 آب 2025 [المترجم]
ترجمة: ياسر مناع - باحث ومترجم
تكشف الأحداث في السويداء عن التهديد المستمر للهجمات السريعة واللامركزية – والحاجة المُلِحّة لإسرائيل لإعادة حساب تصورها للدفاع عن حدودها.
مقدمة
كلمات مفتاحية
أحداث السويداء - الجيش السوري - الدروز - التهديدات الأمنية - الحدود السورية - الهجمات الجهادية - الدروس المستفادة - الاستخبارات الإسرائيلية - الدفاع الإسرائيلي - التسلل عبر الحدود
أحداث السويداء – تشريح الفشل
في شهر تموز/يوليو 2025 اندلعت مواجهات دامية في محافظة السويداء بجنوب سوريا، التي تقطنها غالبية السكان الدروز في البلاد. اندلعت المواجهات بعد أن هاجم مسلحون بدو، مدعومون من قبل النظام السوري بقيادة أحمد الشرع، أحد سكان الدروز، فنهبوه وأصابوه بجروح بالغة. وردًّا على ذلك، اعتقل الدروز عناصر بدو، وتصاعد التوتر بسرعة إلى مواجهات مسلحة شملت عمليات خطف وقصف وإتلاف ممتلكات. ووفقًا للتقارير، فقد قُتل أو لقي حتفه أكثر من 1,300 شخص، بينهم ما يزيد عن 530 درزيًا، أُعدم بعضهم بوحشية.
تمكن مئات الدروز الإسرائيليين من اختراق الحدود والدخول إلى الأراضي السورية، في حين عبر أفراد من عائلات من قرية حضر إلى داخل إسرائيل، وذلك دون سيطرة أو رقابة. إن حادثًا كهذا يحمل إمكانية إحداث ضرر كبير، في حال اختُطف مواطنون إسرائيليون داخل سوريا
تمكنت عملية إسرائيل، في الوقت الراهن، من تقليل الأضرار التي لحقت بالدروز، وبعثت برسالة إلى الشرع والدول الداعمة لنظامه مفادها أن إسرائيل لن تسمح بانحدار قوات النظام إلى جنوب دمشق، وستصر على إنشاء منطقة منزوعة السلاح. ومع ذلك، لم تنجح الضربات في منع وقوع الأحداث، وتمكنت القوات السورية والبدوية من التوغل في المدينة وارتكاب الفظائع. أولًا، يتعيّن تحليل أحداث السويداء من عدة جوانب:
- الاستخبارات: على الرغم من عدم وضوح ما إذا كانت لدى إسرائيل معلومات مسبقة ملموسة عن نوايا جهات إسلامية متطرفة لمهاجمة الدروز، فإنها كانت تملك معلومات عامة عن وجود نية لاستهدافهم، وذلك عقب الأحداث بحق العلويين وسلسلة محاولات استهداف الدروز في الأحياء القريبة من دمشق. كانت الافتراض الخاطئ أن النظام السوري لن يسمح بوقوع حدث كهذا، نظرًا لأنه كان في ذلك الوقت يجري مفاوضات مع إسرائيل حول ترتيبات أمنية. إن التحليل اللاحق لصورة الموقف الاستخباري وتفسيره من قِبل جهات التقدير في شعبة الاستخبارات العسكرية وهيئة أركان قيادة المنطقة الشمالية مثير للقلق للغاية. وفي بعض الجوانب، يذكّر هذا النهج بالتعامل مع المعلومات الاستخبارية التي كانت متوفرة عشية أحداث السابع من أكتوبر. لقد كانت صورة استخبارية عن احتمال قيام النظام أو مؤيديه بعمل كهذا معروفة، لكن التقدير كان أنه لن يحدث شيء بسبب وجود اتصالات ومحادثات مع النظام.
- الإجراءات الوقائية: في غياب الإنذار المسبق، لم تكن هناك أيضًا جاهزية لتنفيذ عمليات إحباط في مناطق تجمع القوات الإسلامية وقوات النظام. وهكذا، ورغم تنفيذ ضربات ضد قوات النظام أثناء توجهها جنوبًا نحو السويداء، ولاحقًا شنّ هجمات في قلب دمشق وفي مناطق أخرى، إلا أن هذه الضربات جاءت متأخرة ولم تنجح في منع الأحداث بحق الدروز.
- العمليات: عند صدور الأوامر، بدأ الجيش الإسرائيلي بسلسلة من الغارات في منطقة السويداء بهدف منع الأحداث بحق الدروز. وقد نُفذت عمليات الجيش الإسرائيلي بحزم، إلا أنه يبدو أن الاستخبارات الخاصة بالأهداف (أهداف البنية التحتية والأهداف الفورية) كانت ناقصة. وفي نهاية المطاف، لم تكن هذه الضربات سريعة أو شاملة بما يكفي لوقف القوات السورية والبدوية عن الوصول إلى السويداء. وفي الوقت نفسه، كان هناك تقدير ميداني سيئ أيضًا في منطقة الحدود بهضبة الجولان، إذ تمكن مئات الدروز الإسرائيليين من اختراق الحدود والدخول إلى الأراضي السورية، في حين عبر أفراد من عائلات من قرية حضر إلى داخل إسرائيل، وذلك دون سيطرة أو رقابة. إن حادثًا كهذا يحمل إمكانية إحداث ضرر كبير، في حال اختُطف مواطنون إسرائيليون داخل سوريا، أو في حال استغلّت عناصر معادية الفوضى للتسلل إلى داخل إسرائيل.
- المساعدة للدروز: في أعقاب الأحداث، بدأت دولة إسرائيل في تقديم المساعدات الطبية والإنسانية للدروز. ومن المحتمل أيضًا أنه تم تزويدهم بوسائل يمكن أن تساعدهم على الدفاع عن أنفسهم.
إن نجاح الدروز في السويداء في الرد على الهجوم وصدّ القوات المهاجمة – ولو بصعوبة بالغة – يُظهر صلابة الطائفة وقدرتها على التنظيم السريع، لكنه لا يقلّل من خطورة الإخفاق الإسرائيلي في منع الأحداث. ويشكّل هذا الحدث إشارة تحذير إضافية بشأن المخاطر الكامنة في الاعتماد على افتراضات خاطئة، وفي غياب الاستعداد الكافي لمواجهة تهديدات متصاعدة. كما تشير الأحداث أيضًا إلى غياب التفكير الكافي نتيجة الاعتماد على افتراض أن الترتيبات الدبلوماسية مع نظام غير مستقر وذو جذور جهادية مثل نظام الشرع كافية لتحقيق الاستقرار، من دون الاستعداد لسيناريوهات أخرى.
المقارنة مع 7 أكتوبر – نمط متكرر وإلهام محتمل
تكشف أحداث السويداء عن أوجه شبه مقلقة مع هجوم حماس المفاجئ في 7 تشرين الأول 2023. ويُعد تحليل أوجه الشبه بين الحدثين أمرًا ضروريًا، إذ قد يشكّلان مصدر إلهام لهجمات أخرى في المستقبل. ويتجلّى التشابه بين الحدثين في عدة جوانب:
اعتمد جهاز الأمن الإسرائيلي على افتراضات خاطئة. فقبل السابع من أكتوبر، كان الافتراض أن حركة حماس مردوعة ولا ترغب في التصعيد، وذلك جزئيًا بسبب التسهيلات الاقتصادية التي مُنحت لغزة. وبالمثل
أولًا: اختراق سريع وفتّاك: في كلا الحدثين، استخدمت القوات المهاجمة قدرة عالية على الحركة ووسائل بسيطة نسبيًا (شاحنات صغيرة، أسلحة خفيفة) لتجاوز العوائق، والتوغّل في عمق الأراضي، وإلحاق أضرار قاتلة. لقد أظهر هجوم السابع من أكتوبر كيف يمكن لقوات سريعة الحركة أن تربك أنظمة دفاع متطورة، فيما جسّدت أحداث السويداء مجددًا فعالية هذا الأسلوب التشغيلي ضد أهداف غير محمية وغير مستعدة لإحباط الهجوم. وفي كلا الحدثين، كان هناك استخدام متعمد للوحشية وإذلال الضحية.
ثانيًا: تصوّر خاطئ: في كلتا الحالتين، اعتمد جهاز الأمن الإسرائيلي على افتراضات خاطئة. فقبل السابع من أكتوبر، كان الافتراض أن حركة حماس مردوعة ولا ترغب في التصعيد، وذلك جزئيًا بسبب التسهيلات الاقتصادية التي مُنحت لغزة. وبالمثل، في السويداء كان الافتراض أن النظام السوري لن يسمح بشن هجوم على الدروز، نظرًا لرغبته في الانفتاح على الغرب وانخراطه في حوار مع أطراف في إسرائيل.
ثالثًا: إخفاق استخباري: في كلتا الحالتين، وُجدت مؤشرات مبكرة لم تحظَ بالمعالجة المناسبة؛ فقبل السابع من أكتوبر، قوبلت تحذيرات المراقِبات بالتجاهل، وبعد الأحداث التي ارتكبها النظام بحق العلويين بواسطة مجموعات جهادية (آذار 2025)، كان من المتوقع أن تكون الاستخبارات على دراية بالخطر المتزايد على الدروز. ومع ذلك، جاءت الهجمة وشدتها بمثابة مفاجأة كاملة، مما حال دون الاستعداد المسبق لمثل هذا السيناريو. ويشبه ذلك أيضًا المفاجأة التي أصابت إسرائيل من الانهيار السريع لنظام الأسد.
إن نجاح كل من حماس والقوات السورية–البدوية في السويداء، من حيث القدرة على الاختراق السريع، والعمل بأسلوب لامركزي، وإلحاق أضرار جسيمة، إلى جانب الإخفاقات المتكررة للاستخبارات الإسرائيلية في تقديم الإنذار في الوقت المناسب، يثير القلق من أن جهات جهادية أخرى في المنطقة قد تتبنى هذا النموذج وتحاول تكراره في ساحات أخرى.
من أين يمكن أن يأتي الخطر؟
على الرغم من الاختلافات بين الجبهات المختلفة من حيث قدرة تنظيم الجهات الإرهابية، يمكن تحديد عدة ساحات قد يتطور منها خطر مشابه، في محاولة لتبني نماذج وأساليب عمل كما رأينا في غزة وسوريا.
لبنان: لا يزال حدود لبنان ساحة متوترة بعد عملية "سهام الشمال" التي نفذها الجيش الإسرائيلي، والتي دُمّرت خلالها آلاف الأصول التابعة لحزب الله وقتل زعيم التنظيم حسن نصر الله. وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقّع في تشرين الثاني 2024، ورغم عمليات الإنفاذ المكثفة التي نفذها الجيش الإسرائيلي، يواصل حزب الله محاولة إعادة بناء قوته وتجديد سيطرته في منطقة جنوب لبنان. وتتيح هذه الساحة لأفراد أو مجموعات تنظيم أنفسهم والانقضاض لشن هجوم على إحدى أو بعض بلدات الحدود، وذلك على الرغم من منطقة الأمن الجزئية التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان.
سوريا: على الحدود السورية، يحتفظ الجيش الإسرائيلي بمنطقة أمنية في هضبة الجولان، إلا أن السكان المعادين في هذه المنطقة، بما في ذلك التنظيمات الموالية لإيران، يشكّلون خطرًا دائمًا. وقد أظهرت أحداث السويداء أن قوات النظام السوري وجهات جهادية قادرة على التحرك بسرعة وبشكل مفاجئ، مستغلةً نقاط الضعف في الدفاعات الإسرائيلية. وإذا أخذنا بعين الاعتبار حادثة اختراق الحدود من قبل مئات الدروز الذين دخلوا الأراضي السورية، ودروز من قرية حضر الذين دخلوا إلى إسرائيل من دون أن تتمكن قوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة من إيقافهم، فلا يُستبعد أن يحدث سيناريو معاكس كذل
رغم عمليات الإنفاذ المكثفة التي نفذها الجيش الإسرائيلي، يواصل حزب الله محاولة إعادة بناء قوته وتجديد سيطرته في منطقة جنوب لبنان. وتتيح هذه الساحة لأفراد أو مجموعات تنظيم أنفسهم والانقضاض لشن هجوم على إحدى أو بعض بلدات الحدود، وذلك على الرغم من منطقة الأمن الجزئية التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان
ك.
الأردن: يُعدّ حدود الأردن أطول حدود لإسرائيل وأقلها تحصينًا. فإلى جانب القرار بإنشاء حاجز متطور لم يُنفذ بعد، لا توجد منطقة أمنية، كما أن القوات المنتشرة على طول هذا الحدود الطويلة محدودة العدد، وأقل تدريبًا وتجهيزًا. ومن الجانب الأردني، هناك تهديد إسلامي متطرف متنامٍ، كما ظهر في عملية إطلاق النار عند معبر الكرامة في أيلول 2024، التي قُتل فيها ثلاثة إسرائيليين، وفي عملية النقب الجنوبي في تشرين الأول/أكتوبر 2024، التي تسلل خلالها مسلحان من الأراضي الأردنية وأصابا جنودًا من الجيش الإسرائيلي في محيط التجمع السكني.
الضفة الغربية: على الرغم من وجود العوائق والأسوار، فإن الإرهاب مستمر في هذه الساحة. وهناك عمليات تسلل متكررة لمقيمين غير قانونيين، بالإضافة إلى هجمات إطلاق نار، وطعن، ودهس. ومنذ بداية حرب "السيوف الحديدية"، تم إحباط أكثر من 1,100 عملية كبيرة، واعتقال نحو 4,700 مطلوب. ومع ذلك، فإن الاستخدام المتزايد للعبوات الناسفة، وتورط إيران في تهريب الأسلحة عبر الأردن، يزيدان من خطر وقوع هجمات تستلهم أحداث السابع من أكتوبر.
ما المطلوب فعله؟
تؤكد أحداث السويداء، استكمالًا لأحداث السابع من أكتوبر، الحاجة إلى تغيير في النهج وإعادة تنظيم جهاز الأمن الإسرائيلي. وعلى الرغم من أنه يبدو أنه لم يُجرَ بعد تحقيق منظم لاستخلاص العبر من أحداث السويداء، فإنه من المناسب في هذه المرحلة الإشارة إلى توصيات ملموسة للحد من خطر تكرار أحداث مشابهة في المستقبل، استنادًا إلى الدروس المستفادة:
- تحسين الاستخبارات: يتعيّن تحديد مجال تغطية استخبارية منفصل خاص بالتهديد المتمثل في التسلل إلى أراضي دولة إسرائيل، وإنشاء منظومة جمع معلومات داعمة تخضع في كل جبهة لقائد الجبهة الميداني. وينبغي أن تركز هذه الاستخبارات على القدرات أكثر من النوايا، دون التنازل عن ضرورة توفير إنذار مبكر، بما في ذلك بناء بنية تحتية للغة مشتركة لسيناريوهات الهجمات الجهادية في مختلف مناطق الخطر، وذلك باستخدام تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل الأنماط. وفي هذا السياق، وعلى نحو أوسع بكثير من الحدث المحدود في السويداء، تبرز مجددًا الحاجة إلى إنشاء مركز لتقييم المعلومات الاستخبارية يتحدّى تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية. وينبغي أن يُقام هذا الكيان خارج إطار الجيش الإسرائيلي، والموقع المنطقي لذلك هو في مجلس الأمن القومي كجسم وطني، أو تحت رعاية لجنة الخارجية والأمن كهيئة برلمانية تشرف على عمل المؤسسة الأمنية.
- منطقة أمنية: إنشاء منطقة أمنية على طول كل من حدود الدولة بعرض بضع مئات من الأمتار، تكون خالية من الحركة ومن الغطاء قدر الإمكان، ومغطاة بالمراقبة وبنيران قواتنا، على نحو لا يتطلب يقظة بشرية دائمة، بل يوفّر إنذارًا عند أي حركة مشبوهة. وينبغي، حيثما أمكن، أن تكون هذه المنطقة مؤمَّنة بوسائل قاتلة (ألغام وعبوات ناسفة) تمنع العبور الحر من خلالها.
- إقامة عوائق أمنية متطورة: إكمال إنشاء عائق متطور على حدود الأردن وفي الضفة الغربية، يتضمن أنظمة لمنع عبور المركبات والمجنزرات، وكذلك قدرات نيران مسطحة المسار. إن إقامة مثل هذا الحاجز يمكن أن تؤخر بشكل كبير محاولات الاختراق، بما في ذلك استخدام المدفعية والهاون، فضلًا عن تشغيل الطائرات المسيّرة الهجومية تحت السيطرة المباشرة للقوات العاملة في الميدان، ودون الاعتماد على تخصيصات من القيادة العامة.
- الدفاع الهجومي: وضع إجراءات واضحة لتنفيذ عمل هجومي استباقي في حال وقوع محاولات تسلل، بما يشمل استخدام نيران مسطحة المسار ونيران عالية القوس بشكل فوري ودون سلسلة موافقات تؤخر التنفيذ؛ مع تدريب قوات احتياط متنقلة في كل جبهة على شن هجمات مضادة محلية وسريعة.
- الإجراءات الوقائية: تنفيذ عمليات إحباط عبر النيران الجوية والنيران الأرضية في عمق مناطق تموضع العدو، كلما حددت الاستخبارات مثل هذه المناطق. ويشمل الإحباط أيضًا استهداف محاور الحركة، بما في ذلك نيران لتعطيل القدرة على التنقل عبر هذه المحاور. ولتحقيق ذلك، تُفعَّل قدرات سلاح الجو (المقاتلات، المروحيات القتالية، الطائرات المسيّرة) وقدرات سلاح المدفعية، بما في ذلك المدافع، وقذائف الهاون، والطائرات المسيّرة الهجومية على الارتفاعات المنخفضة.
- تعليمات إطلاق النار: مواءمة تعليمات إطلاق النار بحيث تسمح بإطلاق النار الفوري على أي شخص يتواجد في منطقة الأمن دون تصريح، مع تقليل خطر إصابة الأبرياء إلى أدنى حد ممكن.
- تعزيز المواقع العسكرية: ينبغي في كل جبهة التأكد من أن مواقع قواتنا مهيأة ومصمَّمة كمواقع دفاعية لا كمعسكرات، بحيث تتمتع بقدرات حماية عالية، وتتيح غطاءً ناريًا ومراقبة متبادلة، مع ضمان تموضع القوات العسكرية الإسرائيلية في الخطوط الأمامية قبل المناطق السكنية المدنية. كما يجب أن تتماشى تعليمات الجاهزية في هذه المواقع مع مقتضيات المهام العملياتية، بما في ذلك خلال الأعياد وعطلات نهاية الأسبوع.
- تعزيز فرق الطوارئ: يتعيّن تعزيز قوات الطوارئ في كل تجمع سكني، وتزويدها بوسائل قتالية إضافية تمكّنها من إبطاء محاولات التسلل إلى حين وصول قوات الإسناد. كما يلزم تدريب هذه الفرق على تقديم دعم متبادل بين التجمعات السكنية عند الحاجة. وينبغي أن تكون التجمعات السكنية القريبة من الحدود محمية بحاجز مستقل ملائم، مع التأكد من وجود فرق طوارئ مجهزة ومدرّبة في هذه التجمعات.
- قدرات الاستجابة السريعة: بناء قدرة وتنفيذ تدريبات على شن هجمات مضادة محلية في مواجهة محاولات الغزو من قبل قوات جهادية. ولتحقيق ذلك، يجب أن يتوافر في كل جبهة احتياط متنقل يتمتع بقدرة على الاستجابة السريعة، بما في ذلك القدرة على استخدام الطائرات المسيّرة الهجومية بسرعة، وتشغيل النيران الداعمة (جوية ومدفعية)، مع تسجيل مسبق للمناطق لتحديد أهداف جاهزة مسبقًا، كما جرى في هضبة الجولان بعد حرب يوم الغفران.
- مواءمة التقنيات: دمج تقنيات متقدمة مثل الطائرات المسيّرة، وأنظمة الفضاء السيبراني، والمستشعرات تحت الأرضية لكشف التهديدات؛ وتطوير أنظمة مضادة للطائرات المسيّرة، وقدرات حماية من الهجمات السيبرانية التي تستهدف أنظمة الأمن.
- تحسين الاستخبارات: يتعيّن تحديد مجال تغطية استخبارية منفصل خاص بالتهديد المتمثل في التسلل إلى أراضي دولة إسرائيل، وإنشاء منظومة جمع معلومات داعمة تخضع في كل جبهة لقائد الجبهة الميداني. وينبغي أن تركز هذه الاستخبارات على القدرات أكثر من النوايا، دون التنازل عن ضرورة توفير إنذار مبكر، بما في ذلك بناء بنية تحتية للغة مشتركة لسيناريوهات الهجمات الجهادية في مختلف مناطق الخطر، وذلك باستخدام تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل الأنماط. وفي هذا السياق، وعلى نحو أوسع بكثير من الحدث المحدود في السويداء، تبرز مجددًا الحاجة إلى إنشاء مركز لتقييم المعلومات الاستخبارية يتحدّى تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية. وينبغي أن يُقام هذا الكيان خارج إطار الجيش الإسرائيلي، والموقع المنطقي لذلك هو في مجلس الأمن القومي كجسم وطني، أو تحت رعاية لجنة الخارجية والأمن كهيئة برلمانية تشرف على عمل المؤسسة الأمنية.
- منطقة أمنية: إنشاء منطقة أمنية على طول كل من حدود الدولة بعرض بضع مئات من الأمتار، تكون خالية من الحركة ومن الغطاء قدر الإمكان، ومغطاة بالمراقبة وبنيران قواتنا، على نحو لا يتطلب يقظة بشرية دائمة، بل يوفّر إنذارًا عند أي حركة مشبوهة. وينبغي، حيثما أمكن، أن تكون هذه المنطقة مؤمَّنة بوسائل قاتلة (ألغام وعبوات ناسفة) تمنع العبور الحر من خلالها.
- إقامة عوائق أمنية متطورة: إكمال إنشاء عائق متطور على حدود الأردن وفي الضفة الغربية، يتضمن أنظمة لمنع عبور المركبات والمجنزرات، وكذلك قدرات نيران مسطحة المسار. إن إقامة مثل هذا الحاجز يمكن أن تؤخر بشكل كبير محاولات الاختراق، بما في ذلك استخدام المدفعية والهاون، فضلًا عن تشغيل الطائرات المسيّرة الهجومية تحت السيطرة المباشرة للقوات العاملة في الميدان، ودون الاعتماد على تخصيصات من القيادة العامة.
- الدفاع الهجومي: وضع إجراءات واضحة لتنفيذ عمل هجومي استباقي في حال وقوع محاولات تسلل، بما يشمل استخدام نيران مسطحة المسار ونيران عالية القوس بشكل فوري ودون سلسلة موافقات تؤخر التنفيذ؛ مع تدريب قوات احتياط متنقلة في كل جبهة على شن هجمات مضادة محلية وسريعة.
- الإجراءات الوقائية: تنفيذ عمليات إحباط عبر النيران الجوية والنيران الأرضية في عمق مناطق تموضع العدو، كلما حددت الاستخبارات مثل هذه المناطق. ويشمل الإحباط أيضًا استهداف محاور الحركة، بما في ذلك نيران لتعطيل القدرة على التنقل عبر هذه المحاور. ولتحقيق ذلك، تُفعَّل قدرات سلاح الجو (المقاتلات، المروحيات القتالية، الطائرات المسيّرة) وقدرات سلاح المدفعية، بما في ذلك المدافع، وقذائف الهاون، والطائرات المسيّرة الهجومية على الارتفاعات المنخفضة.
- تعليمات إطلاق النار: مواءمة تعليمات إطلاق النار بحيث تسمح بإطلاق النار الفوري على أي شخص يتواجد في منطقة الأمن دون تصريح، مع تقليل خطر إصابة الأبرياء إلى أدنى حد ممكن.
- تعزيز المواقع العسكرية: ينبغي في كل جبهة التأكد من أن مواقع قواتنا مهيأة ومصمَّمة كمواقع دفاعية لا كمعسكرات، بحيث تتمتع بقدرات حماية عالية، وتتيح غطاءً ناريًا ومراقبة متبادلة، مع ضمان تموضع القوات العسكرية الإسرائيلية في الخطوط الأمامية قبل المناطق السكنية المدنية. كما يجب أن تتماشى تعليمات الجاهزية في هذه المواقع مع مقتضيات المهام العملياتية، بما في ذلك خلال الأعياد وعطلات نهاية الأسبوع.
- تعزيز فرق الطوارئ: يتعيّن تعزيز قوات الطوارئ في كل تجمع سكني، وتزويدها بوسائل قتالية إضافية تمكّنها من إبطاء محاولات التسلل إلى حين وصول قوات الإسناد. كما يلزم تدريب هذه الفرق على تقديم دعم متبادل بين التجمعات السكنية عند الحاجة. وينبغي أن تكون التجمعات السكنية القريبة من الحدود محمية بحاجز مستقل ملائم، مع التأكد من وجود فرق طوارئ مجهزة ومدرّبة في هذه التجمعات.
- قدرات الاستجابة السريعة: بناء قدرة وتنفيذ تدريبات على شن هجمات مضادة محلية في مواجهة محاولات الغزو من قبل قوات جهادية. ولتحقيق ذلك، يجب أن يتوافر في كل جبهة احتياط متنقل يتمتع بقدرة على الاستجابة السريعة، بما في ذلك القدرة على استخدام الطائرات المسيّرة الهجومية بسرعة، وتشغيل النيران الداعمة (جوية ومدفعية)، مع تسجيل مسبق للمناطق لتحديد أهداف جاهزة مسبقًا، كما جرى في هضبة الجولان بعد حرب يوم الغفران.
- مواءمة التقنيات: دمج تقنيات متقدمة مثل الطائرات المسيّرة، وأنظمة الفضاء السيبراني، والمستشعرات تحت الأرضية لكشف التهديدات؛ وتطوير أنظمة مضادة للطائرات المسيّرة، وقدرات حماية من الهجمات السيبرانية التي تستهدف أنظمة الأمن.
الخاتمة:
تجسد أحداث السويداء والسابع من أكتوبر مجددًا خطورة الاعتماد على تصوّرات خاطئة، وعدم الاستعداد الكافي لمواجهة التهديدات المتصاعدة، بما في ذلك خطر الهجمات الجهادية على إسرائيل وفق نموذج الغزو السريع واللامركزي، خاصة في ساحات لبنان، وسوريا، والأردن، والضفة الغربية. ولمنع تكرار أحداث مماثلة في المستقبل، يتعين على إسرائيل تعديل مفهومها الدفاعي، كجزء من عقيدتها الأمنية، مع التركيز على تحسين الاستخبارات وإجراء مراجعة متبادلة لصورة الموقف الاستخباري من خارج شعبة الاستخبارات العسكرية والجيش الإسرائيلي، وإنشاء مناطق أمنية، وتنفيذ عمليات إحباط، وتطوير قدرات الاستجابة السريعة. وبهذه الطريقة وحدها يمكن ضمان ترجمة دروس أخطاء الماضي إلى أمن مُعزَّز على طول حدود إسرائيل في المستقبل.
تجسد أحداث السويداء والسابع من أكتوبر مجددًا خطورة الاعتماد على تصوّرات خاطئة، وعدم الاستعداد الكافي لمواجهة التهديدات المتصاعدة، بما في ذلك خطر الهجمات الجهادية على إسرائيل وفق نموذج الغزو السريع واللامركزي، خاصة في ساحات لبنان، وسوريا، والأردن، والضفة الغربية. ولمنع تكرار أحداث مماثلة في المستقبل، يتعين على إسرائيل تعديل مفهومها الدفاعي، كجزء من عقيدتها الأمنية، مع التركيز على تحسين الاستخبارات وإجراء مراجعة متبادلة لصورة الموقف الاستخباري من خارج شعبة الاستخبارات العسكرية والجيش الإسرائيلي، وإنشاء مناطق أمنية، وتنفيذ عمليات إحباط، وتطوير قدرات الاستجابة السريعة. وبهذه الطريقة وحدها يمكن ضمان ترجمة دروس أخطاء الماضي إلى أمن مُعزَّز على طول حدود إسرائيل في المستقبل.